اعلان واحد

البُعد والانشغال بالدنيا وتأثيره على العلاقات الإنسانية

البُعد والانشغال بالدنيا وتأثيره على العلاقات الإنسانية

في زحمة الحياة وضغوطها، كثيرًا ما يجد الإنسان نفسه غارقًا في مشاغل الدنيا وسعيها، لدرجة قد تُنسيه أهم القيم الإنسانية والعلاقات الأسرية. المال، الوظيفة، الطموحات، والالتزامات اليومية، قد تصبح سدًّا بينه وبين أهله وأحبته، مما يؤدي أحيانًا إلى الفقدان دون وداع أو اللقاء الذي طال انتظاره.

الانشغال بالدنيا وأثره السلبي

حين ينشغل الإنسان بالدنيا إلى حد الإفراط، قد يفقد أعز ما يملك دون أن يدرك. كم من أختٍ أو قريبٍ احتاج إلى دعمنا النفسي أو زيارتنا في وقت الضيق، ولكننا أجلنا ذلك "حتى نجد وقتًا"، وظللنا نؤجل حتى يفوت الأوان.

في واقعنا، قد نسمع عن أختٍ رحلت عن الدنيا دون أن يلتقي بها إخوتها، لأنهم كانوا منشغلين بأمور الدنيا. فقد يكون الشخص على دراية بمرضها أو حاجتها إليه، ولكن الانشغال المفرط جعل الزيارة "أمرًا مؤجلاً"، حتى تحولت الفرصة إلى حسرة دائمة.

الانشغال بالدنيا

أهمية العلاقات الإنسانية

الإسلام يحث على صلة الأرحام والبر بالأقارب. قال رسول الله ﷺ: "من أحب أن يُبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أثره، فليصل رحمه" (رواه البخاري ومسلم). العلاقات الأسرية ليست مجرد واجب ديني، بل هي أيضًا ضرورة نفسية واجتماعية. فالزيارة والاهتمام والتواصل مع الأحباب تمنحنا شعورًا بالرضا والطمأنينة، وتجعل الحياة أكثر دفئًا وإنسانية.

العبرة من الفقد

وفاة أحد الأحبة، خاصة الأخت، دون زيارتها أو التواجد بجانبها في لحظاتها الأخيرة، درس قاسٍ يُذكرنا بضرورة مراجعة أولوياتنا. ما قيمة الأموال أو الإنجازات إذا فقدنا من نحب دون أن نعيش لحظات قريبة معهم؟

خطوات لتجاوز الانشغال بالدنيا

1.    إعادة ترتيب الأولويات: يجب أن تكون العلاقات الإنسانية ضمن أولويات الحياة، خاصة مع الأسرة.

2.    جدولة الزيارات والتواصل: حتى في ظل زحمة الأعمال، يمكن تخصيص وقت منتظم لزيارة الأهل أو الاتصال بهم.

3.    التوازن بين العمل والعلاقات: النجاح في الحياة لا يقتصر على العمل أو تحقيق الطموحات المادية، بل يشمل أيضًا النجاح في بناء علاقات قوية ومستدامة.

4.    الاعتبار بالمواقف المؤلمة: وفاة أخت دون زيارتها يجب أن تكون محفزًا لإعادة النظر في طريقة التعامل مع الأهل والأحباب.

خاتمة

الحياة قصيرة، والفرص لا تتكرر. دعونا لا ننشغل بالدنيا على حساب ما هو أهم وأثمن، وهو رضى الله وصلة الأرحام. إن الأخت أو أي قريب هو جزء من الروح، وإذا فارقونا ونحن بعيدون عنهم، ستبقى الحسرة ملازمة لنا. فلنحرص على أن يكون وجودنا بجانب أحبائنا مصدر دعم وسعادة، قبل أن يصبح البعد ندمًا أبديًا.

 

ليست هناك تعليقات